يستعد المكتوون بنار السياسات الليبرالية بفرنسا لجولة جديدة من المواجهة بينهم وبين الحكومة الخادمة لمصالح الرأسمال. ستُتوج معارك عديدة شهدتها سنة 2019 بإضراب عام يوم 5 دجنبر 2019 لصد هجوم جديد يقوده ماكرون ضد أنظمة التقاعد بالبلد. الآمال كبيرة لتسجيل نصر شبيه بنصر 1995، بعد سلسلة من الإضرابات ضد مخطط “جوبي” الذي كان يستهدف المعاشات والضمان الاجتماعي.
اشتد سعار الرأسماليين في كل أرجاء العالم، والحكام باسمهم ترتعد فرائسهم من هبات المفقرين والمعدمين. نشهد في المغرب نفس الهجوم على مكاسب الشعب المغربي، ويتم الإعداد لمزيد من التعديات، بتكبيل إضراب العمال بالقانون وإفراغ مدونة الشغل من النزر القليل الذي أشارت له من حقوق الأجراء، وسيطلون علينا في الأيام القريبة من خلال أبواقهم الإعلامية بمخطط لاستكمال تخريب أنظمة التقاعد وربما بمخطط شبيه بالذي يريد تطبيقه ماكرون…والدكاكة لا زالت تواصل طريقها. شهر دجنبر بالمغرب لن يكون دون مقاومة، فقطاع التعليم سيعرف إضرابات عديدة في ظل مناخ اجتماعي محتقن. في ظل هذا الوضع، ستكون خطوة الإضراب العام المسير ذاتيا والقابل للتمديد بالمغرب ضرورية لوقف تعديات الدولة، وكفيلة لتعديل ميزان القوى لإطلاق سراح المعتقلين وردع الهجوم على الحريات.
في انتظار ساعة النزال ببلدنا، النصر للمُضطهدين بكال أنحاء العالم.
************************************
فرنسا: من أجل معاشاتنا، من أجل رحيل ماكرون، لنبن الإضراب العام
إننا نواجه منذ عقود التدمير التدريجي لحقوقنا الاجتماعية التي اكتسبناها بالكفاح. يمثل مشروع ماكرون-ديليفوي لتخريب المعاشات حلقة أخرى ضمن نفس هذا المنطق. وبعيداً عن التعميم المعلن، يندرج هذا المشروع في مخطط شامل لتدمير أنظمة التضامن مقابل تنصيب نموذج كل لنفسه والمساواة … في البؤس!
يحتقر، يقسم، يهدد
تحتقر الحكومة أولئك الذين يعبئون ضد المشروع لأنهم، حسب ماكرون، غير مدركين لمضمون الإصلاح. لكن المشروع معروف، والإصلاحات المضادة لفترة الخمس سنوات، ضد مدونة الشغل أو العاطلين عن العمل، لها منطق متطابق: ضمان أرباح الرأسماليين.
تشعل الحكومة النار في الحطب كله لإخماد الاحتجاج، كعلامة على هشاشتها بعد الذكرى الأولى لحركة السترات الصفراء، والتعبئة في مجال الصحة، الشبيبة، وضد تعنيف النساء أو من أجل العدالة المناخية. تحاول تقسيم الأجراء عن طريق الادعاء بأن أجراء الوكالة المستقلة للنقل الباريسي، وأجراء الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية سيستفيدون من امتيازات دون غيرهم، في حين أنهم يدافعون عن حقوقهم فقط. فأنظمة التقاعد الخاصة تعوض عن صعوبة العمل في بعض القطاعات واختفاؤها سيدفع إلى تعميم تدني المستوى.
أخيرًا، يعد تحذير ماكرون بخصوص العنف، إشارة واضحة إلى أن السلطة تهدد باستخدام قوى القمع لردع المشاركة في الاحتجاجات، كما هو الحال مع السترات الصفراء.
المشروع ليس قابلا للتعديل ولا قابلا للتفاوض، من اجل سحبه كليا!
حساب المعاشات على مجموع الحياة المهنية بأكملها يعني الانطلاق من أجر مرجعي متدني، مما يعني الحصول على معاش أكثر هزالة، وأيضا مع قيمة نقطة متغيرة يمكن أن تتطور نحو الانخفاض… ستنخفض المعاشات الشهرية بعدة مئات اليورو هات. يجب إذن الاختيار بين الانهاك في العمل أو العيش في البؤس.
يجب علينا أيضًا الكفاح من أجل فرض حقوق جديدة: التقاعد عند 60 سنة كاملاً وتاما للجميع، و55 عاما للمهن الشاقة، والحد الأدنى من التقاعد في مستوى الحد الأدنى الاجتماعي المحدد عند 1800 يورو صافية، والمساواة المهنية والمساواة في الأجور بين النساء والرجال.
للحفاظ على نظام تقاعد مبني على التوزيع، يجب الرفع من الأجور وتوزيع الشغل: ليس هناك دخل أقل من 1800 يورو صافية، مع تخفيض وقت العمل إلى 32 ساعة دون النقص من الأجور. هذا ممكن عن طريق فرض توزيع آخر للثروات وزيادة مساهمات الباطرونا. ليست هناك أي مشكلة في التمويل … لمن يريد أن يجعل الرأسماليين يدفعون!
لنستعد للمواجهة الشاملة…
لا يكفي يوم واحد من الإضراب لبناء ميزان قوى يتيح الفوز. يفتح يوم الخميس الموافق ل 5 دجنبر بداية حركة إضراب متجددة في العديد من الشركات والخدمات العمومية، مثل SNCF أو RATP وبعض الشركات الأخرى، ولكن للانتصار، بغض النظر عن قطاعنا، العمومي أو الخاص، يجب أن نعد أنفسنا منذ الآن للذهاب إلى إضراب متجدد.
يمكن أن يكون هذا اليوم خطوة أولى، ولكن يجب أن نعطي آفاقًا لتحركات دائمة. الإضرابات، والحواجز، والمظاهرات … يجب أن ننسق أعمالنا، وأن ننظم جموعات عامة في أماكن العمل والدراسة أو على مستوى أماكن العمل. أيها العمال/العاملات، منخرطون في نقابة أم لا، السترات الصفراء، وسكان الأحياء، والعاطلين/العاطلات عن العمل، الطلاب/الطالبات … إن تجميع غضبنا أمر ممكن: بناء حراك جامع – مع إضراب عام حتى سحب الإصلاح – للانتهاء من ماكرون وعالمه.
الحزب الجديد المناهض للرأسمالية، فرنسا، الثلاثاء 3 دجنبر 2019